روائع مختارة | روضة الدعاة | السيرة النبوية | هجرة النور.. (قصيدة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > السيرة النبوية > هجرة النور.. (قصيدة)


  هجرة النور.. (قصيدة)
     عدد مرات المشاهدة: 4898        عدد مرات الإرسال: 0

كَلِّلْ بَيَانَكَ بِائْتِلاقِ الغَارِ *** رِدْ بِالقَصِيدِ مَرَاشِفَ الأَنْوَارِ

وَاضْرِبْ بِأَجْنِحَةِ الخَيَالِ مُحَلِّقًا *** فَوْقَ السُّهَا فِي عَالَمِ الأَطْهَارِ

وَاسْبَحْ بِأَعْمَاقِ البِحَارِ مُفَتِّشًا *** عَنْ لُؤْلُؤٍ يَغْفُو بِجَوْفِ مَحَارِ

وَاجْعَلْ حُرُوفَكَ مِنْ ضِيَاءٍ وُشِّيَتْ *** جَنَبَاتُهَا بِرَوَائِعِ الأَزْهَارِ

لَمْ أَرْتَشِفْ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ قَاصِدًا *** أَنْ تُجْتَبَي بِنَفَائِسِ الأَشْعَارِ

مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ وَالمَشَاهِدُ كُلُّهَا *** عِبَرٌ لأَهْلِ الفَهْمِ وَالأَبْصَارِ

مِنْ يَوْمِ كَانَ مُحَمَّدٌ فِي قَوْمِهِ *** رَمْزَ الأَمَانَةِ لَيْسَ بِالغَدَّارِ

ثُمَّ اصْطَفَاهُ اللَّهُ مِنْ بَيْنِ الوَرَى *** لِيُطَهِّرَ الدُّنْيَا مِنَ الأَوْضَارِ

وَفَّى لِدِينِ اللَّهِ جَلَّ جَلالُهُ *** وَتَحَمَّلَ الإِيذَاءَ فِي إِصْرَارِ

وَتَحَجَّرَتْ تِلْكَ القُلُوبُ وَمَا عَسَى *** يُجْدِي الكَلامُ بِمَسْمَعِ الأَحْجَارِ

أَذِنَ المُهَيْمِنُ لِلضِّيَاءِ بِهِجْرَةٍ *** قُدُسِيَّةِ الغَايَاتِ وَالأَوْطَارِ

فِي صَفْحَةِ التَّارِيخِ يَسْطَعُ نُورُهَا *** حَدِّثْ بِلا حَرَجٍ عَنِ الأَسْرَارِ

يَا عُصْبَةَ الشِّرْكِ الَّتِي مِنْ جَهْلِهَا *** ضَاقَتْ وَرَامَتْ مَقْتَلَ المُخْتَارِ

جَاؤُوا بِفِتْيَانِ القَبَائِلِ مِلْؤُهُمْ *** حِقْدٌ تَأَجَّجَ عِنْدَ بَابِ الدَّارِ

فَإِذَا العِنَايَةُ بِالحَبِيبِ تَرُدُّهُمْ *** سُودَ الوُجُوهِ تَسَرْبَلُوا بِالعَارِ

مَرَّ الهُدَى مِنْ بَيْنِ أَنْيَابِ اللَّظَى *** يَحْثُو التُّرَابَ بِأَوْجُهِ الكُفَّارِ

يَا سَيِّدِي فَارَقْتَ مَكَّةَ مُرْغَمًا *** تَأْسُو الجِرَاحَ بِقَلْبِكَ المَوَّارِ

لَكِنَّهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ وَأَمْعَنُوا *** فِي غَيِّهِمْ بِتَعَقُّبِ الآثَارِ

وَصَلُوا إِلَيْكَ بِغَارِ ثَوْرٍ بَيْنَمَا *** كَانَتْ تَحُوطُكَ حِكْمَةُ الأَقْدَارِ

وَقَفُوا تُعَرْبِدُ فِي الصُّدُورِ عَقَارِبٌ *** عَزَّتْ عَلَيْهِمْ نِعْمَةُ الإِبْصَارِ

هِيَ قِصَّةٌ لِلمُؤْمِنِينَ مَنَارَةٌ *** لَيْسَتْ تُمَلُّ بِكَثْرَةِ التَّكْرَارِ

فِي مُحْكَمِ القُرْآنِ خُلِّدَ ذِكْرُهَا *** تُتْلَى دَوَامًا (إِذْ هُمَا فِي الغَارِ)

أَنَا لَسْتُ أَنْسَى وَالبُطُولَةُ مَوْقِفٌ *** مُتَلأْلِئٌ رَهْطًا مِنَ الأَبْرَارِ

هَذَا عَلِيٌّ فِي فِرَاشِ المُصْطَفَى *** يَفْدِيهِ مِنْ سَيْفِ العِدَا البَتَّارِ

وَمَنَاقِبُ الصِّدِّيقِ جَلَّ بَهَاؤُهَا *** قَدْ أَهَّلَتْهُ لِصُحْبَةِ المُخْتَارِ

(أَسْمَاءُ) تَأْتِي بِالطَّعَامِ إِلَيْهِمَا *** وَشَقِيقُهَا مُتَعَهِّدُ الأَخْبَارِ

مَوْلَى (أَبِي بَكْرٍ) يُسَمَّى (عَامِرًا) *** فِي رَعْيِهِ يُعْفِي عَلَى الآثَارِ

يَا (أُمَّ مَعْبَدَ) طَابَ ذِكْرُكِ فِي الوَرَى *** وَالخَيْرُ فَاضَ بِمَقْدَمِ الأَخْيَارِ

إِنْ كَانَتِ النُّوقُ الكَثِيرَةُ ثَرْوَةً *** تُغْرَى بِهِنَّ عَزِيمَةُ المِغْوَارِ

فَاسْأَلْ (سُرَاقَةَ) كَيْفَ سَاخَتْ أَرْجُلٌ *** لِجَوَادِهِ مُتَيَقِّنًا بِبَوَارِ

وَاسْأَلْهُ عَنْ سِرِّ الرُّجُوعِ مُخَذِّلًا *** لِلطَّامِعِينَ بِذَلِكَ المِضْمَارِ

هَلْ كَانَ صَدَّقَ مِنْ طَرِيدٍ وَعْدَهُ *** مِنْ مُلْكِ كِسْرَى تُجْتَبَى بِسِوَارِ

جَاءَ الحَبِيبُ إِلَى المَدِينَةِ رَحْمَةً *** أَنْوَارُهَا تَسْرِي إِلَى الأَقْطَارِ

جَاءَ الحَبِيبُ هِدَايَةً وَكَرَامَةً *** بَعَثَتْ بِهِنَّ عِنَايَةُ الأَقْدَارِ

مِنْ نُورِهِ لَمَّا أَهَلَّ عَلَى الرُّبَى *** أَغْضَتْ حَيَاءً طَلْعَةُ الأَقْمَارِ

نُورُ النُّبُوَّةِ حَلَّ بَيْنَ رُبُوعِهَا *** وَتَشَرَّبَتْهُ قَبَائِلُ الأَنْصَارِ

طُوبَى لَهُمْ لَمَّا وُقُوا شُحَّ النُّفُو *** سِ وَخُلِّدُوا فِي الذِّكْرِ بِالإِيثَارِ

صَارُوا وَمَنْ قَدْ هَاجَرُوا أُسْطُورَةً *** عَزَّ النُّضَارُ إِذِ الْتَقَى بِنُضَارِ

طُوبَى لَهُمْ لِمَّا تَعَاظَمَ رَكْبُهُمْ *** فَتَحُوا الرُّبُوعَ بِجَحْفَلٍ جَرَّارِ

وَاللَّهُ أَيَّدَهُمْ وَبَارَكَ سَعْيُهُمْ *** نَثَرُوا الهُدَى وَرْدًا عَلَى الأَمْصَارِ

الكاتب: وحيد حامد الدهشان.

المصدر: موقع الألوكة.